كمال قروع
بعد أيام سوف تبدأ محكمة الاستئناف بسلا النظر استئنافيا في قضية تنظيم "جبهة الجهاد الصحراوية" بعدما حكمت ابتدائيا على أعضاء التنظيم بمدد متفاوتة كان نصيب زعيم التنظيم محمد الديحاني عشر سنوات.
محمد الديحاني الذي ارتبط بالقاعدة، لم يجد هذه الأيام غير الماكينة الإعلامية للانفصاليين من أجل خوض حملة إعلامية من أجله ليس كزعيم تنظيم موالي للقاعدة بل كانفصالي مفترض على أمل أن تأخذ قضيته أبعادا أخرى تضع الأشياء في غير سياقها...
الماكينة الإعلامية الموالية للانفصاليين تعرف مسبقا أن الحقيقة حول ارتباط محمد الديحاني و صحبه بالقاعدة و بالإسلام الجهادي لن تسوق القضية و لهذا افتعلت و فبركت من أجله صور تفيد أنه تعرض للتعذيب في سجن سلا لكن تكبير الصور يؤكد أن لا علاقة للشخص المنشورة صوره بمحمد الديحاني و حتى تفاصيل لباس الجلاد المفترض لا علاقة لها باللباس النظامي لموظفي إدارة السجون في المغرب و حتى قارورة الماء المستعمل كوسيلة للتعذيب فهي لا تحيل على قارورة ماء من الأنواع التي تباع في المغرب بالإضافة إلى عدم تناسب المقاييس بين مكونين للصورة، مكون الجلاد المفترض و مكون الضحية الممددة، مما يؤكد على أنها مفبركة بشكل مفضوح.
و في انتظار أن تبرئ المحكمة محمد الديحاني فإن قصته تبقى ذات أهمية خاصة لرجل عاش في إيطاليا منذ 2002 و أنشأ خليته ابتداءًا من 2005 و حدد لها أهدافا من أجل تحقيقها، التحق و أعضاء خليته بالمغرب في نوفمبر 2008 و استقر في العيون حيث تم وضع اللبنات الأولى لتنظيم "جبهة الجهاد الصحراوية" الذي تكونت نواته الأولى من ثلاثة أفراد قبل أن يتم توسيعها بضم أطراف مستقرة في موريطانيا و مناطق أخرى في الجنوب المغربي.
عندما تم إيقافه بالعيون أواخر أكتوبر 2010 لم يكن الرجل يتحوز إلا وثائق حول صنع المتفجرات و تفاصيل حول تقنية التفجير عن بعد و كيفية تهييء سيارات مفخخة و كل وسائل الدعاية لتنظيمات الإسلام الجهادي و القاعدة و حروبها في أفغانستان و الشيشان.
تفاصيل المنشآت المستهدفة و مشاريع الاغتيال داخل المغرب لم تحمل مفاجأة كبرى، لم يكن هناك إلا حزام الآلي لنقل الفوسفاط بين بوكراع والعيون و إحدى الوحدات الفندقية التي يرتادها السياح الغربيون، و مسؤولان أمنيان في المنطقة الجنوبية جمع حولهم كل المعطيات من بينها صورهم و أماكن إقامتهم، إنها أهداف كلاسيكية لكل التنظيمات الجهادية التي تم تفكيكها في المغرب منذ مطلع سنة 2000.
لكن المفاجأة ظهرت عندما تم الحصول على معطيات حول الأهداف المحددة في إيطاليا و من بينها اغتيال البابا و الصحفي المصري مجدي العلام المعروف بكتاباته المعادية للإسلام الجهادي، بالإضافة إلى أهداف كلاسيكية أخرى كمطعم ماكدونالد و إحدى البواخر السياحية في إيطاليا.
المفاجأة الثانية في قضية "جبهة الجهاد الصحراوية" هي تنسيقها مع أحد أهم فروع القاعدة و هو فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي أرسلت أحد قادتها سعيد بادوبيان لتأهيل الجبهة حتى تكون فاعلة في الجنوب المغربي و تشكل قاعدة خلفية للقاعدة بمنطقة الساحل بعمقها الموريطاني الذي جندت فيه الجبهة ثلاثة أشخاص من أصول مغاربية.
اهتمام القاعدة و فروعها في المنطقة بالجنوب المغربي الذي أكده تفكيك "جبهة الجهاد الصحراوية" التي سعت إلى تدريب عناصرها في شمال مالي، ظهر من قبل مع تفكيك خلية "المرابطون الجدد" في أواسط 2009 بنفس المنطقة.
فشل القاعدة في الحصول على موطأ قدم في الجنوب المغربي بفعل الضربات المتوالية جعلها تركز مجهودها لتجنيد الجهاديين في تندوف، حيث استطاعت أن تجند أكثر من 300 مقاتل و أن تستبيح أكثر من مرة الطوق الأمني الجزائري في تندوف و تحرر حتى معتقليها المتورطين في عمليات اختطاف مواطنين غربيين كانوا مقيمين بتندوف.
الماكينة الإعلامية للانفصاليين تحركت من جديد و ككل مرة أخطأت الهدف من جديد بفبركتها ملف حقوقي لأحد قادة تنظيم إرهابي بالمنطقة يجمع مغاربة من مناطق مختلفة بوسط و شمال المغرب لا يجمع بينهم إلا ارتباطهم بالإسلام الجهادي و بأفرع القاعدة و قادتها في المنطقة العربية و مخططاتها التي تستهدف أكثر من بلد بما في ذلك راعي البوليساريو و مخطط الانفصال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق