اختلاف في تفسير مهام المينورسو بالضرورة يعطل توسيع صلاحياتها

      Comments 0  

عبد الفتاح الفاتحي

باتت بعثة المينورسو ترهق المغرب سياسيا ودوليا وعسكريا في الصحراء، وهي بذلك تهدد موقفه التفاوضي، حين يراد لها توسيع صلاحياتها غير تلك التي أنشئت من أجلها. ولأن بعثة المينورسو لم تعد تجد ما تبرر به بقاءها ولا أهميتها لتكون لها سلطة فرض حل لنزاع عمر طويلا، فإنها تريد امتلاك سوط الورقة الحقوقية لممارسة الكثير من الضغط على الأطراف لتقديم تنازلات خلال مفاوضاتها المرتقبة في المستقبل.
وحيث إن مدعاة التوسيع من الناحية القانونية يحتاج إلى تكييفات دقيقة، وكذا لأن الأطراف لا تريد التوسيع انطلاقا من رؤية الأمم المتحدة، فإن الجدل الدبلوماسي المثار حولها اليوم بات يتمحور حول ما هي اختصاصاها التي أوجدت من أجلها، وهو ما يزيد من تعقيد الأمم المتحدة التي أوصى أمينها العام على ضرورة تعزيز إجراءات مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.
وإذ يحدد السفير المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال مهمة المينورسو في ثلاث نقط، مراقبة وقف إطلاق النار، وخفض مخاطر انفجار الألغام والبقايا المتفجرة الناجمة عن الحروب، وتشجيع إجراءات الثقة ومساعدة المندوبية السامية للاجئين، وخاصة في إطار الزيارات العائلية، فإن ممثل جبهة البوليساريو لدى الامم المتحدة، احمد البوخاري رد بأن المهمة الاساسية لبعثة الامم المتحدة إلى الصحراء تتمثل في تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء.
إن اختلاف الطرفين حول تفسير مهام بعثة المينورسو سيعقد من ظهور أي مقترح أممي يقضي بتوسيع صلاحيتها على الأقل في الأمد القريب فضلا عن لغة الخطاب شديدة اللغة التي بعث بها المغرب لموقفه إلى الأمم المتحدة، مما يعسر أي أفق لتداول غاية التوسيع كما يهندسها كريستوفر روس.

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى المستقبل الصحراوي .