قصة "خديجة يكبر " بين العبودية والاغتصاب بمخيمات تندوف

      Comments 0  

مبارك السمان
 ضحية أخرى تنضاف الى العديد من حالات العبودية التي تزكم الانوف بمخيمات لحمادة جنوب تندوف وسط صمت رهيب من طرف جمعيات وصلت حد التخمة من اموال بترول الشعب الجزائري، لتغض الطرف عن انتهاكات جسيمة في حق اطفال ونساء لا ذنب لهم سوى انهم وجدوا قدرا بهذا المكان تحت وصاية دولة قيل انها تدافع عن حقوق الانسان في دول الجوار، في وقت تستعبد فيه آلاف الصحراويين لعقود من الزمن في مخيمات احكمت اغلاقها وقطعت أوصالها بالحواجز الرملية.
اسمها "خديجة يكبر" استعبد أبويها بعد هروبهما من جحيم مخيمات تندوف في اتجاه حياة البدو بمنطقة ميجيك(المنطقة العازلة)..انطلقت الام من المخيمات للالتحاق بأخيها الغير الشقيق أملا في حياة أفضل بعيدا عن جحيم مخيمات الانتظار لتجد نفسها بين عشية وضحاها "عبدة" لدى اخيها بضغط من زوجته حيت اجبرتها على الرعي في صحراء قاحلة لا ما فيها ولا حياة وشاءت الاقدار ان تولد خديجة بهذه المنطقة القاحلة في احد ايام صيف 1984 وفتحت عينها على حياة قاسية وعلى المحن التي قاساها ابويها وبدأت خديجة تكبر شيئا فشيئا وعين سيدها(خالها) لا تفارقها وتترقبها حتى صارت فتاة رغم نحافة جسمها إلا ان سيدها رأى فيها ما يشبع نزواته الحيوانية بعيدا عن اعين زوجته وأبناءه في صحراء لا متناهية او خلسة تحت جنح الظلام بعد ان يتسلل من فراش زوجته ليلا ليغتصبها تحد التهديد والوعيد.
 حبلت خديجة وأنجبت طفلها البكر من سيدها (خالها) وسط حسرة من أبويها الدين لم يعد بيدهما حيلة سوى الهروب وترك ابنتهما خديجة في قبضة هذا الوحش الادمي الذي اعاد الكرة مرات عديدة انجبت على إثره خديجة وليدها التاني من السيد الخال.
خديجة التي امتهنت الرعي نهارا وإشباع نزوات سيدها ليلا تمكنت من الهروب بمعية أبناءها بمساعدة جمعية تعنى بالعبودية داخل مخيمات تندوف بعد 30 سنة من جحيم الاسترقاق والاغتصاب لتبدأ حياة جديدة بدايتها بصباح يتنفس بإشراقة نهار جديد  يحمل بين نسماته  الكثير من الأمل الذي يبدو أنه سيصطدم بكثبان رملية وحواجز عسكرية أقامتها الجزائر ومليشياتها بالرابوني خوفا من تسلل الصحراويين لمعانقة الحرية المسلوبة والكرامة المداسة تحت اقدام عصابات البوليساريو.



هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى المستقبل الصحراوي .