أرسل
الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة من مستشفى بفرنسا وصية إلى العسكر تتضمن
تعليمات بضرورة الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر وحماية سيادتها واستقلالها الوطني
"في كل الظروف والأحوال".
وأضاف، بوتفليقة، حسب ما نقلته جرائد
جزائرية "..إننا نعيش في عالم متسارع الأحداث، يموج بالكثير من المتغيرات،
ويغلب عليه طابع التذبذب وعدم الاستقرار، يتطلب منكم أيها العسكريون بذل جهود
كبيرة من أجل مواصلة القيام بمسؤولياتكم الوطنية والدستورية وحماية سيادة الجزائر
واستقلالها الوطني في كل الظروف والأحوال..".
كما حذرت وصية بوتفليقة من المساس
بسيادة ووحدة الجزائر، ودعت الجيش إلى اليقظة الشديدة والمستمرة في مكافحة الإرهاب
وتفكيك شبكاته الإجرامية خصوصا مع الأحداث التي عرفها شمال مالي و"الأوضاع
الأمنية المتردية" التي تعرفها دول الجوار كما أمر وحدات الجيش بتوخي الحيطة
والحذر والتحلي باليقظة الشديدة والمستمرة لصد كافة التأثيرات والتهديدات.
وفي تصريحه لقدس برس
اللندنية قلل العضو المؤسس في حركة /رشاد/ الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق
محمد العربي زيتوت من أهمية حديث السلطات الرسمية في الجزائر عن مخاطر أمنية قادمة
للبلاد من تونس وليبيا والمغرب، واعتبر ذلك مجرد محاولات وصفها بـ
"المضللة" لإشغال الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي عن طبيعة الصراع
المتحتدم بين أجنحة الحكم في الجزائر.
وذكر زيتوت في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن رفع حالة تأهب
القوات المسلحة على الحدود مع كل من تونس وليبيا على خلفية مواجهة التهديدات
الأمنية وامكانية تسلل عناصر متطرفة إلى الجزائر، وتصعيد اللهجة ضد المغرب أمر
مدروس ومحكم بدقة، وقال: "ليست هنالك مبررات مقنعة لرفع حالة التأهب على حدود
الجزائر مع كل من تونس وليبيا وتوتير الأجواء مع المغرب في هذا الوقت بالذات، إلا
إذا فهمنا أن هذه ليست إلا واحدة من الأدوات التي تلجأ إليها آلة الاستبداد عندما تستحكم
الخلافات بين أجنحتها وتعجز التقارير الطبية والدهاليز الأمنية والديبلوماسية في
إقناع الجزائريين وطمأنتهم على مصير صحة الرجل الأول في البلاد بعد أكثر من شهرين
من مغادرته الجزائر للعلاج في مستشفيات وزارة الدفاع الفرنسية، وقد قيل يومها بأنه
عارض صحي بسيط، وأنه ما يلبث أن يعود إلى البلاد وربما في خلال أسبوع".
وأضاف:
"لم تكن تونس ولا ليبيا قبل الثورة فضلا عما بعدها مصدرا للخطر على أمن
وسلامة الجزائر، بل بالعكس، فقد لاحظنا أن دور النظام الجزائري تجاه الثورتين
التونسية والليبية كان سلبيا منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة، وكلنا يذكر الصفة
التي رددها الإعلام المرتبط بالجماعات الحاكمة من أن ثوار ليبيا هم ثوار النيتو،
وبالتالي فالحديث عن مخاوف أمنية من تونس وليبيا هو مبرر للتغطية على الدور السلبي
الذي يقوده النظام الجزائري لتشويه هذه الثورات والنيل منها وتخويف الجزائريين من
توابعها، لأنه يدرك جيدا أن نجاح هذه الثورات واستقرار بلدانها هو مدخل لفنائه
وقبره".
وأشار
زيتوت إلى أن ما أسماه بـ "حملة التخويف" التي تقودها السلطات الجزائرية
من تونس وليبيا والمغرب هي غطاء إعلامي لإشغال الرأي العام المحلي والإقليمي حتى
يصل المتصارعون في الداخل لحسم خلافاتهم، وقال: "نحن نعرف جيدا أن الصراع بين
الأجنحة المتحكمة في الجزائر يتفاقم، وهو في تصاعد مستمر، على الرغم من محاولات
فرنسا تطويق الخلاف والتوفيق بينهما، حيث لا يزال رأس النظام في العاصمة الفرنسية
باريس مجهول المصير، كما لا يزال الخلاف محتدما بين شقيقه السعيد بوتفليقة مدعوما
بقائد الأركان صالح قايد من جهة وبين المخابرات بقيادة الجنرال التوفيق (محمد
مدين) ومن معه حول تحديد مستقبل الجزائر، وبين هؤلاء جميعا تقف القوى الغربية وعلى
رأسها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لتطالب الجميع بإبداء همة أكبر في الحرب
على ما يسمونه بـ "الإرهاب"، وهكذا يتبين أن الخوف على أمن الجزائر من
ليبيا وتونس والمغرب، هو شماعة للتضليل عن هذا الصراع الداخلي ليس إلا، كما كان
الحال ولا يزال إلى حد ما فيما يسمى بالإرهاب، حيث يتم تخويف الجزائريين به وفق
نظرية العنف المحدود والمطلوب"، على حد تعبيره.
وجاءت وصية بوتفليقة بعد عجزه عن حضور
مراسيم حفل تخرج الدفعة الواحدة والأربعين للضباط المتربصين بدورة القيادة،
والدفعة الرابعة والأربعين للطلبة الضباط العاملين، بسبب تلقيه العلاج بمستشفى
" ليزنفاليد" بفرنسا ليطرح السؤال عن الفراغ الدستوري الذي سببه غياب
الرئيس ومستقبل الأوضاع السياسية في الجزائر.
وكانت يومية "أخبار اليوم
المغربية" ومواقع عالمية قد نقلت عن مصدر دبلوماسي وصفته برفيع المستوى، بأن
بوتفليقة فقد القدرة على الكلام.



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق