التهديدات الأمنية الواردة من مخيمات تيندوف بالجزائر ومشروعية التدخل العاجل

      Comments 0  

التهديدات الأمنية الواردة من مخيمات تيندوف بالجزائر ومشروعية التدخل العاجل
تقديم
في إطار المحور الموضوعاتي الرابع للمنتدى الإجتماعي العالمي تونس 2013، نورد مساهمتنا كشبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا، العاملة في الحقل الثقافي والإجتماعي والحقوقي في إيطاليا التي تضم 130 جمعية. ومن أجل مجتمع بشري آخر الذي يعمل من أجله المنتدى الإجتماعي العالمي، والذي نحن جزء لا يتجزأ منه، فإن مساهمتنا هاته تتعلق بالتحسيس والتعريف بخطورة التهديدات الأمنية والإرهابية لمنطقة الساحل والصحراء والبحر الأبيض المتوسط والعالم بأسره، الواردة من هذه المخيمات التي أصبحت تعرف اليوم بالملاذ الآمن للإرهاب والعصابات الإجرامية العابرة للقارات، كما تشهد على ذلك التقارير الدولية ووسائل الإعلام. ويستلزم هذا الوضع الخطير والمزمن التدخل الفوري.
مخيمات تندوف أرض اللا أمن وانتشار الإرهاب.
تعتبر منطقة لحمادة وتندوف منطقة رمادية خطيرة على الأمن الجهوي والدولي بشهادات دولية و بتقارير جمعوية عالمية التي تؤكد على أنه تنشط فيها عصابات الاتجار الدولي للمخدرات والأسلحة والهجرة السرية، وتشدد على وجود علاقات وطيدة بين "الجماعات الجهادية" التي تتخذ من مخيمات تندوف قاعدة خلفية رئيسية لها٬ والعصابات التي تنشط في تهريب المخدرات نحو أوروبا عبر منطقة الساحل٬ وبين أعضاء في جبهة ما يسمى "البوليساريو"٬ وأن حالة اليأس والاحباط الذي تسود المخيمات تسهل على تلك الحركات والمنظمات اختراق عناصر "البوليساريو".
عناصر من البوليساريو إرهابيين
في ليلة 21 أكتوبر 2011 تم اختطاف ثلاثة متعاونين أوروبيين، إسبانيان والإيطالية روصيلا أورو من الرابوني حيث مقر قيادة الانفصاليين الأكثر حراسة في إفريقيا كما تزعم الجزائر. هؤلاء المتعاونين جاؤوا لتقديم المساعدات للساكنة ليجدوا أنفسهم رهائن لدى تنظيم إرهابي. وبعد حوالي سنة يتم إطلاق سراحهم مقابل فدية ملايين من الأورو.
وتؤكد الإيطالية صاندرا مارية مارياني المختطفة من جنوب الجزائر يوم 03 فبراير 2010 أن مختطفيها صحراويين جاؤوا من مخيمات تندوف، وذلك في ندوة صحفية بمناسبة إصدار أول طبعة لكتاب عن معاناتها. ونشير أنه كان للمنتدى الإجتماعي العالمي بدكار شرف التضامن معها ومع عائلتها والمطالبة بالإفراج الفوري عنها.
كما تفيدنا الأخبار الواردة من الساحل والصحراء أنه هناك علاقة وطيدة بين عناصر البوليساريو ومختلف التنظيمات الإرهابية الناشطة في هذه المنطقة كالقاعدة في المغرب الإسلامي وجميع فروعها، والموجاو والموقعين بالدم وأنصار الدين وغيرها. فضلا على علاقة عناصرها بعصابات التهريب الدولي للأسلحة والمخدرات والهجرة السرية.
إن مسؤولية الجزائر واضحة في تفاقم الأوضاع بالمخيمات وتنامي عمليات اختطاف الأجانب وذلك على اعتبار أن الأمر مرتبط بأحداث تقع داخل أراضيها٬ وأن النشاط التهريبي (المواد الغذائية٬ الأسلحة) الممارس من قبل عناصر من "البوليساريو" ليس حديث العهد بل يمتد إلى عقود.
إن وجود مخيمات تندوف واستمرارها بالشكل الذي عليه اليوم ودعمها من قبل الجزائر يهدد المنطقة برمتها ويساعد الحركات المتطرفة المسلحة على توسيع نطاقها.
نداء من التدخل المشروع والملح من أجل مجتمع بشري بديل في العالم
إن بقاء مخيمات تيندوف يشكل عاملا أساسيا في تنامي نطاق التهديدات الأمنية بمنطقة الصحراء والساحل والبحر الأبيض المتوسط من قبل "الحركات الجهادية" وشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
ولهذا وبناءا على ما تنص عليه المواثيق الدولية على التدخل المشروع لحماية المحتجزين يجب على الدول والمنظمات الدولية والقارية والجهوية والمنظمات الإنسانية والمجتمع المدني العالمي وعلى المنتدى الإجتماعي العالمي، اليوم، وبشكل فوري، وأكثر من أي وقت مضى، التدخل لفرض إحترام حقوق الإنسان وتجريد المسلحين وتحرير المحتجزين وتفكيك المخيمات في تيندوف.
هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى المستقبل الصحراوي .