تعيش
مدينة الداخلة لحظة تاريخية في مسارها الوحدوي والتنموي وهي تستقبل صاحب
الجلالة الملك محمد السادس في زيارة محملة بدلالات المحبة والوفاء للثوابت
والمقدسات الوطنية .
وتكتسي
هذه الزيارة الميمونة رمزية سياسية قوية، وتكرس روابط راسخة ومتجددة من
أجل صيانة المكتسبات والتصدي لمناورات خصوم وحدة المغرب الترابية.
وتأتي
هذه الزيارة في ظرفية يشهد فيها المغرب دينامية خاصة ، تتميز بتعدد
الأوراش الاصلاحية والتنموية التي تضع العنصر البشري في صلب اهتماماتها.
كما
تعكس هذه الزيارة، التي تأتي في ظرف تاريخي موسوم بسلسلة من المؤامرات
التي يحيكها أعداء الوحدة الترابية للمملكة ، حرص المغرب على تحقيق تنمية
شاملة ومندمجة بهذه الربوع في ظل النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية
، والتزامه الثابت بالتعاون البناء مع المنتظم الدولي من أجل التوصل إلى
حل سياسي نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء ، في إطار السيادة المغربية.
وعلى
إيقاع المشاعر الوطنية الجياشة ، تحولت المدينة إلى فضاء يجسد في كل
تمظهراته مغزى وأهمية هذه الزيارة الملكية الميمونة ، التي تجد فيها ساكنة
جهة وادي الذهب لكويرة ومختلف القبائل الصحراوية بالمنطقة ، فرصة أخرى
للإعراب مجددا عن مباركتها لكل خطوات جلالة الملك ومواقفه النيرة لحماية
وصيانة الوحدة الترابية والوطنية للمملكة.
وقد
تحولت المدينة التي هي أصلا ورش دائم للبناء، إلى ورش للفرح والمحبة من
خلال مظاهر الزينة التي اكتستها أهم شوارع وساحات وفضاءات المدينة التي
زادتها الأعلام الوطنية وصور صاحب الجلالة رونقا وجمالية وهي تعيش أجواء
يتجدد فيها عبق التاريخ وملاحم الوطنية والوحدة من خلال الزيارة الملكية
الميمونة.
وقال
رئيس المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب، محمد سالم جيلاني، إن زيارة أمير
المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى مدينة الداخلة "مبعث فخر
وبهجة لساكنة جهة واد الذهب الكويرة".
و
ذكر بأن إمارة المؤمنين شكلت ركنا أساسيا من ثوابت الأمة المغربية على مر
العصور، وأكد ان أداء أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم
، لصلاة الجمعة بمسجد السلام بالداخلة "تجسيد لوحدة الأمة وتمسك أبناء هذه
الربوع بمقوماتها وتشبثهم بإمارة المؤمنين باعتبارها دعامة للوحدة الوطنية
وضمانة فعلية لتحقيق أمن المغاربة الروحي والسياسي".
وأضاف
جيلاني في تصريح للصحافة، بالمناسبة، أن زيارة جلالة الملك إلى مدينة
الداخلة، "تكتسي طابعا خاصا لكونها تجدد ولاء وتلاحم ساكنة هذه الربوع من
مملكتنا السعيدة بالعرش العلوي المجيد"، مبرزا أن مقدم أمير المؤمنين،
"سيعود بالخير العميم والنماء الوفير على هذه الأرض الغالية من وطننا
العزيز".
"إنها زيارة تاريخية انتظرناها بشوق كبير، ولا تغني الكلمات للتعبير عن مشاعر فرحتنا اليوم ونحن نحظى مرة أخرى بزيارة جلالة الملك الذي يحمل الخير دائما معه" ، يقول الشاب ( م . داهي) بعبارات مليئة بمشاعر الوطنية.
"إنها زيارة تاريخية انتظرناها بشوق كبير، ولا تغني الكلمات للتعبير عن مشاعر فرحتنا اليوم ونحن نحظى مرة أخرى بزيارة جلالة الملك الذي يحمل الخير دائما معه" ، يقول الشاب ( م . داهي) بعبارات مليئة بمشاعر الوطنية.
"
إننا نحمد الله على النعم التي وهبنا ، والعناية التي يوليها جلالة الملك
لكل أبناء الصحراء ، يضيف داهي، في تصريح لوكالة المغرب العربي، معربا عن
يقينه بأن زيارة جلالة الملك للداخلة "سيتلوها خير عميم إن شاء الله".
ومضى
قائلا "إننا على ثقة كبيرة بأن زيارة صاحب الجلالة لمدينة الداخلة تحمل كل
الخير، وقد عودنا دائما في زياراته الميمونة على تعزيز المنجزات والمشاريع
الإنمائية".
"وبالقدر
الذي نرغب فيه في تعزيز المنجزات التنموية يضيف هذا الشاب - فإننا نحرص
أكثر على هويتنا الوطنية، وما تفرضه علينا من تعبئة دائمة للتصدي لكل
مناورات خصوم وحدة المغرب الترابية، خصوصا وأننا قررنا مصيرنا كصحراويين
مغاربة حينما اخترنا طريق الوحدة الذي هو أسلم وأفضل الطرق وأبقاها
وأقواها" .
ويأتي
التعبير عن هذه الإرادة الوحدوية الجلية في سياق إرادة جماعية لكل مكونات
الشعب المغربي تستلهم فلسفتها من مقومات الذات المغربية قيادة وقاعدة ،
لتحصين الوحدة وحمايتها من كل عبث أو محاولة يائسة أو طائشة ، من قبل
الخصوم والجهات المتواطئة معهم.
فقبل
ربع قرن تعهد موحد البلاد جلالة المغفور له الحسن الثاني ، طيب الله ثراه ،
بأن يرعى البيعة التي قدمها له وفد من أبناء إقليم وادي الذهب بالرباط في
14 غشت 1979 ، معلنين ارتباطهم الوثيق والتحامهم الدائم بوطنهم المغرب.
وكانت
تلك المحطة لحظة تاريخية كبرى في ملحمة الوحدة عندما خاطب مبدع المسيرة
الخضراء أبناء هذه الربوع قائلا: "إننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف
نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة، فمنذ اليوم بيعتنا في أعناقكم ومنذ
اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما إلى
إسعادكم، وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم
نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر".
وصلة
الرحم وربط الأواصر ظلت دائما إلى جانب إسعاد أبناء الصحراء من خلال
المنجزات التنموية النهج الذي سلكه المغرب تحت قيادة موحد البلاد وخلفه
جلالة الملك محمد السادس الذي أعطى للبعدين الوحدوي والتنموي بالأقاليم
الجنوبية شحنة قوية في كل خطبه ومواقفه وزياراته الميدانية الكريمة.
وتتجسد
هذه العناية من خلال مبادرة منح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة
المغربية وهي المبادرة التي لقيت ترحيبا دوليا واسعا كمبادرة شجاعة وواقعية
ومن شانها إيجاد حل نهائي لمشكل الصحراء المفتعل.
كما
تتجسد في الأوراش الكبرى المهيكلة التي عرفتها الأقاليم الجنوبية والتي
وظفت لها استثمارات مالية ضخمة بنيت بفضلها مدن بأكملها في بيئة صحراوية
كانت تفتقر حتى عقود قليلة لأبسط شروط التنمية وتحولت خلال السنوات الأخيرة
الى أقطاب تنموية وازنة.
وما
من شك فإن الإرادة الملكية الراسخة في أن تتبوأ الأقاليم الصحراوية
المكانة التي تستجيب لتطلعات ساكنتها تجد صداها في المشاريع القطاعية
والمشاريع المهيكلة وفي التصور الجديد الذي جاء به النموذج التنموي الجديد
لهذه الأقاليم الذي أغنته المقاربة التنموية التشاركية التي اعتمدها المجلس
الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من أجل إطلاق دينامية حقيقية للتنمية بهذه
الأقاليم .
و م ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق