ندد
مدافعون عن حقوق الإنسان في لقاء بجنيف، على هامش اجتماع مجلس حقوق
الإنسان، ب"مناخ الإفلات من العقاب المتفشي في مخيمات تندوف" جنوب الجزائر.
وشبه
هؤلاء الفاعلون الحقوقيون، خلال هذا اللقاء الذي تناول "حقوق الطفل
والمرأة في مناطق النزاع"، مصير الآلاف من الأشخاص بإفريقيا الوسطى الذين
يعانون من الاحتجاز والقمع والتقتيل، مع إفلات المسؤولين عن ذلك من العقاب،
بمصير الصحراويين المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف في جو يسوده الترهيب
والخوف.
ونددت
المناضلة والمرحلة سابقة إلى كوبا السيدة سعداني ماء العينين، التي شاركت
في هذا اللقاء، باستمرار الصمت على الجرائم التي ترتكب في مخيمات تندوف.
وأعربت
ماء العينين، وهي أيضا عضو في المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية،
عن الأسف للظروف الهشة للغاية التي يعيش فيها النساء والأطفال في هذه
المخيمات، والذين يقعون فريسة لمختلف مظاهر المعاناة في خيام مهترئة، وذلك
في وقت تشهد فيه الأقاليم الجنوبية للمملكة دينامية للتنمية والانفتاح ما
فتئت تتواصل وتتوطد يوما عن يوم.
وكان
قد تم ترحيل سعداني ماء العينين، البالغة من العمر 36 عاما، إلى كوبا
وعمرها لم يتجاوز الخمس سنوات، لتقضي هناك 17 سنة من حياتها. وما زاد من
مأساتها هو فقدان أبيها الذي توفي تحت التعذيب بعد رفضه الترحيل القسري
لابنته. وقد خضع عدد كبير من الأطفال الصحراويين لهذا المآل المحزن إذ تم
انتزاعهم بالقوة من آبائهم وترحيلهم إلى كوبا من قبل قادة "البوليساريو".
وقالت
سعداني "اخترت بلدي بعد مدة طويلة قضيتها كمبعدة"، مؤكدة استعدادها
لمواصلة التنقل في مختلف أنحاء العالم للتنديد بالدعاية المغرضة التي يقوم
بها الانفصاليون.
وتم
خلال هذا اللقاء تسليط الضوء على الوضعية المقلقة التي يعيش فيها سكان
مناطق النزاع، ولاسيما بإفريقيا الوسطى التي تعرف مأساة تتطلب مزيدا من
الاهتمام من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وفي
هذا الصدد، أكدت رئيسة منظمة التواصل في إفريقيا وإنعاش التعاون الاقتصادي
الدولية السيدة ميشلين ماكو دجوما أن "الوقت قد حان لوضع حد لمأساة مواطني
إفريقيا الوسطى في وقت نشهد فيه ترحيلا قسريا لعشرات الآلاف منهم نحو
بلدان المنطقة مع ما يواكب ذلك من مخاطر أزمة غذائية".
و م ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق