مبارك السمان
مؤشرات
عديدة توحي بأن ثمة متغيرا كبيرا حصل أو على وشك أن يحصل بمخيمات لحمادة
جنوب تندوف رغم التعتيم الإعلامي الكبير الذي يحيط بكواليس الاجتماعات
السرية بالرابوني والتنقلات الماراطونية لقادة البوليساريو بين الجزائر
العاصمة والمخيمات.
أخبار
تتناسل هنا وهناك في محاولة لفهم الغياب المستمر لعبد العزيز عن كبريات
الأنشطة التي تنظمها الجبهة بمخيمات تندوف مند مطلع السنة الحالية،يزكيها
الوضع الصحي الحرج الذي ظهر به المراكشي مباشرة بعد عودته من ايطاليا بعد
فترة مرضية قضاها بإحدى المستشفيات الايطالية، لكن علامات المرض والهوان
البادية على محيى الزعيم الوهمي كانت أقوى من مسرحية الظهور أمام الملأ
بمظهر القوي المتعافي.
سوق
الشائعات أيضا كان نشيطا في الآونة الأخيرة حيت تبنت العديد من الصحف خبر
وفاة المراكشي التي يرد عليها الإعلام الموالي للجبهة بصور من أرشيف تحركات
المراكشي ولعل أبزها ادعاء لقائه بروس أتناء الجولة الثانية له والتي
قادته الى المنطقة قبيل موعد أبريل السنوي ..وكلها محاولة يائسة لاحتواء
هذه الشائعات التي وجدت في هذا الغياب الغير مبرر ملاذا خصبا خصوصا داخل
المخيمات التي يحاول قادتها في كل مرة إعداد طبخة إعلامية لتسويقها بين
الساكنة التي تعيش وسط ترقب حذر لمصير المراكشي ونظامه بعد أربعين سنة من
الانتظار في ارض اللجوء.
وفيما
لم يصدر أي توضيح من الزعماء الحاليين للجبهة يبقى أبرز حدث عرفته
المخيمات هو انعقاد مجلس ما يسمى بالأمانة العامة للبوليساريو والذي وان لم
يأتي بجديد إلا أن تعيين لجنة منبثقة عنه يعد في حد ذاته دليلا على أن ثمة
هناك شيء ما يطبخ في الكواليس.
اللجنة
المكونة من عشرين عضوا بارزا بالقيادة عهد إليها رسميا مهمة تنظيم لقاءات
مع الساكنة بالمخيمات في محاولة لتطويق الغضب الشعبي والسخط العارم على
الأوضاع المزرية التي يعيشها المحتجزون في صحراء لحمادة، فيما مهمتها
الخفية جس نبض الشارع قبل الإعداد لمرحلة ما بعد المراكشي والتي ينظر فيها
إلى محمد لمين البوهالي كوجه بارز لقيادة المرحلة بصفته الرجل القوي داخل
التنظيم والعلبة السوداء الموالي لأجهزة الاستخبارات الجزائرية التي تعتبر
المحرك الفعلي للتنظيم واليد الطويلة التي تسهر على إعداد ومراقبة كل صغيرة
وكبيرة بالمطبخ الداخلي للرابوني قبل الخروج للعلن.
ولان
حبل الكذب قصير، فسكان المخيمات لا يمكن أن تنطلي عليهم أكاذيب القيادة
التي كشفتها الحقائق وممارساتها اليومية على الأرض مند 40 سنة من اللجوء
فكان الجواب على لسان أحد سكان مخيم العيون الذي صاح في وجه مبعوثي القيادة
"لا جديد يستحق الاستماع اليه" ودالك في ندوة للتبليغ بفحوى الاجتماع
الأخير لأمانة الجبهة .. لتنطلق تصفيقات الحضور وأصوات "الصفير" وعبارات
الاستهجان التي كسرت الصمت وسط اندهاش القادة من تقليل احترامهم وهم الذين
يركع ويسجد لهم بالمخيمات لعقود من الزمن .. نسفت الندوة بعد أن تأكد
الجميع أن شعار سنة الحسم تبخر مع القرار ألأممي الأخير كما تبخرت كل
الوعود على أرض لحمادة أمام صدق وعدالة قضية الصحراء المغربية.
وما
يزيد الشكوك أكثر عن وضع زعيم التنظيم ،التقرير الأخير لوكالة الأنباء
الايطالية "انسا" التي تطرقت لمرحلة ما بعد المراكشي وهي الوكالة الأكثر
تتبعا لما يدور في كواليس صناعة القرار بالرابوني، هذا التقرير المدفوع
مسبقا غايته الأولى تهيئ الرأي العام داخل المخيمات لمرحلة ما بعد عبد
العزيز التي حيكت خيوطها بدقة على يد الاستخبارات الجزائرية للعبور الآمن
بهذا التنظيم من عنق الزجاجة.. لكن ما كل مرة تسلم الجرة،.. فتهميش بعض
القيادات وقبائل بعينها وما تلاه من تصدعات وصراع الأجنحة داخل القيادة
ستسرع من نهاية وهم إنشاء دويلة بالمنطقة.