أكد عبد الفتاح الفاتحي الباحث في قضايا
الصحراء أن استمرار الاحتجاجات بمخيمات تندوف يفيد بأن مسألة أن انهيار نظام جبهة
البوليساريو بات قاب قوسين أو أدنى. وأن حالة الغليان الشعبي هذه داخل المخيمات قد
انطلقت في تصاعد منذ مدة ضد التمييز القبلي التي تجعل منه جبهة البوليساريو شرعة
سياسية لها، في حين يقبع الباقي تحت وطأة الفقر الشديد والممارسات الحاطة من
كرامتهم الإنسانية.
وأضاف الفاتحي كما أن بنية النظام السياسي لجبهة
البوليساريو شاخت دون أن تتطور من الناحية السياسية والتدبيرية مخلفة ظروف عيش
قاسية تلك التي تعيشها غالبية محتجزي مخيمات تندوف، حتى اضطروا إلى امتهان التهريب
على الحدود الجزائرية والمتاجرة في الأنشطة المخالفة للقانون.
وأن شيخوخة النظام السياسي للجبهة أفقده
القدرة على استيعاب حاجيات شباب المخيمات الذين ضاقوا من حالات الحصار والفقر ومن
ضيق الأفق السياسي لقيادة البوليساريو للمساهمة في إيجاد حل لنزاع الصحراء، سيما
وأن انتفاضتهم جاءت متزامنة مع زيارة الموفد الأممي إلى الصحراء كريستوفر روس.
وزاد الباحث الأكاديمي أن اطلاق الانتفاضة
الشبابية بالمخيمات اليوم لن تتوقف إلى بتغيير بنية النظام الذي تسبب في طول
معاناتهم، مكرسا العقلية القبلية للبوليساريو، حتى افتقد إلى تدبير تسوده العدالة
الاجتماعية. فيما أبقى على ملف النزاع الصحراء في النفق المسدود.
وعليه، فإن كل المؤشرات تؤكد بما لا يدع
مجالا للشك أن المخيمات تعيش ثورة شعبية وقودها الشباب اليائس ضد حفنة من شيوخ
قيادة جبهة البوليساريو، ويضيف الباحث أن لا بديل عن التظاهرات الشعبية الشبابية
في المخيمات غير تغيير النظام الفاسد لجبهة البوليساريو وتجاوز ديكتاتورية عبد
العزيز المراكشي الذي يعد أخر نظام عمر في قيادة مخيمات تندوف.
وزاد المتحدث أن التظاهرات المستمرة اليوم
بالمخيمات تبعث برسائل قوية إلى العالم هي أن الإسراع بحل نزاع الصحراء والعودة
إلى أرض الوطن وتجاوز حالة الحصار التي تقيمها مليشيات البوليساريو والجيش الجزائر
لا سيما بعد مقتل عدد من صحراوي المخيمات لاتهامهم بتهريب البنزين إلى خارج الحدود
بات أمرا حتميا أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف أن شباب المخيمات أمام طريق اللا عودة
عن مظاهراتهم إلى حين القضاء على فساد نظام الجبهة، ذلك أن قيادتها باتت تسترزق
بمآسي ساكنة المخيمات فيما أن أبناءها يترفلون في نعيم المساعدات الدولية التي
توظف لتعليم أبنائهم في الدول الأوربية وشراء القصور في عدد الدول الأوربي فيما
تعيش غالبية سكان المخيمات في الحرمان والبؤس وانتهاكات كرامتهم الإنسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق