يونس الشيخ
عاد إعلام البوليساريو والجزائر من جديد ليوجه فوهة مدفعيته المتهالكة، باتجاه الخبير الاستراتيجي في الشؤون المغاربية وقضايا الصحراء، الدكتور عبد الفتاح الفاتحي وذلك على خلفية مقال نشره تحت عنوان "كيف أعلنت جبهة البوليساريو توبتها إلى الله في محراب المسيحية؟" واصفة إياه بنعوت لا تليق بالعمل الصحفي المهني، وصلت حد نعته بـ "الدجال".
وعلى خلفية مقالته الدالة والرزينة هاجم الموقع المسمى بوكالة المغرب العربي للأنباء "المستقلة"، موقع "المصير نيوز" وموقع "المستقبل الصحراوي" توابع دعاية جبهة البوليساريو، الدكتور الفاتحي بشكل لا أخلاقي، واصفة إياه بالدجال، وقد زعم المقال أن الفاتحي، هو واحد من الذين يؤدون سنويا ما وصفه بـ "طقوس البيعة بالركوع والسجود وتقبيل الأيدي وربما الأرجل في مملكة أمير المؤمنين".
وأمعنت المواقع المذكورة في كشف عورتها وانحطاط أسلوبها، بالقول: (ويظهر هؤلاء الدجالون على حقيقتهم وتسقط ورقة التوت عن الخبير المغربي المزيف في "شؤون الصحراء"، عبـد الفتـاح الفاتحي الذي تعتمده صحيفة "هسبريس" دائما كلما استشعر المخزن خطرا داهما في قضية الصحراء "الغربية").
وقالت (إن "الخبير" تناول احتضان البوليساريو لملتقى حوار الأديان على أنه توبة من الشيوعية على محراب المسيحية وأوغل في الحديث عن الموضوع حسب مشاهدات هذا الجسد الروحي الذي جال في فضاء الملتقى ليطلع على التفاصيل التي غابت عن الحضور أنفسهم ويكتشف زيف الإسرائيليات، على شاكلة أعلام الطرق الصوفية التي يروج لها ملك المغرب وينفق على مريديها أموال الشعب المغربي)، وهو ما يظهر الحقد الدفين وكراهية "أقلام" مأجورة من طرف الجزائر، في إطار حرب إعلامية معلنة من طرف الجارة الشقية وحدها.
ويبرز بتكرار مهاجمة إعلام جبهة البوليساريو للباحث في قضية الصحراء والشؤون المغاربية على خلفية تحاليله السياسية ولاسيما حينما يتابع بالدراسة والتحليل أساليب عمل دعاية جبهة البوليساريو لأطروحتها الانفصالية، يتأكد بالملموس بأن كتابات الفاتحي تشكل خسارة جد مكلفة ومؤلمة لصورة جبهة البوليساريو التي تسير نحو التشوه باستمرار. حيث قام كتبة إعلام البوليساريو والجزائر مرارا برمي المتخصص في قضية الصحراء بأوصاف وشتائم في "منابرهم الإعلامية" أو بالأحرى في منابر الجزائر، دون احترام لأخلاقيات المهنة ولا لأبجديات أخلاقيات الصحافة.
ويبدو مما سبق أن هذا القلق الكبير في إعلام البوليساريو على خلفية مقال للرأي، يعكس بالضرورة، إصابة تحليلات الفاتحي لكبد الحقيقة في بكاء جبهة البوليساريو بدموع التماسيح على قساوسة الولايات المتحدة الأمريكية لاستجداء تأييد أطروحتهم الانفصالية بعد أن حسمت الزيارة الملكية للولايات الأمريكية أي تطور في موقف الولايات المتحدة الأمريكية حين أكدت على موقفها الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.
وكان إعلام "الجزاريو" قد اعتاد على مهاجمة عبد الفتاح الفاتحي في مناسبات عدة، فبعد أن نعته بمحلل السياسة المخزنية وبيدق النظام ورجل المخابرات وعميل المخزن، أردف موقع "المستقبل الصحراوي" بمقال سباب على خلفية نشر الفاتحي لمقال بعنوان: المعالم الأممية الجديدة لتدبير ملف الصحراء بعد تقرير روس.
وقال الموقع إن (المحلل المختص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية "الناعق"، عبد الفتاح الفاتحي في تحليل واستقراء لمعالم الدور الجديد للهيئة الأممية بعد تقرير روس .. بنفس حيل رجالات المخابرات الساذجة عاد الرجل يتخبط كمن به مس .. يحاول إيهام القراء استيعابه لكل معالم الصورة في ظل بوادر حرب على الإرهاب المغربي في مالي وظروف المنطقة المغاربية غير المستقرة وسيخلص التقرير بحسب الخبير المختص للدعوة لتسريع تفعيل إتحاد المغرب ...).
من جانبه استنكر الفاتحي هذه الحملة التي تقوم على السب والشتم، معتبرا أن إعلام دعاية البوليساريو "دأب على الرد على دراساتي لقضايا الصحراء بالسب والقذف هو ما يعني أن الجبهة باتت تستشعر فراغ أطروحاتها وضعف حجتها ولا تجد غير سب الباحثين والتهديد بالعودة إلى السلاح".
وأضاف الفاتحي بأن هذه الحملات الدعائية لا تثنيه عن أداء رسالته البحثية للتنوير لصالح عدالة قضية الصحراء "ليس بدافع وطني فقط ولكن لواقع التحليل الموضوعي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق