كتبت (أوم دافريك) أنه على مدى مسلسل تطور قضية الصحراء٬ تمكن المغرب من نهج “مقاربة تصالحية”٬ تكرس بعدها التعددي ” مع إدراج العنصر الصحراوي في قلب هذه الهوية “٬ الأمر الذي من شأنه التوصل إلى حل نهائي.
وبالعودة إلى نشأة هذا النزاع المفتعل٬ أوضحت الصحيفة أن المغرب٬ في الواقع٬ كان “ضحية مكيافيلية الحرب الباردة “٬ مضيفة أن المملكة بسبب مكانتها كداعم قوي لتحرير إفريقيا٬ كان لها الحق في أن تحظى بدعم صريح في نضالها من أجل القضية الوطنية.
وأشارت المجلة إلى أن ” المشكلة٬ في الواقع٬ ليست فقط بين المغرب وجبهة “البوليساريو”٬ ولكن مع هذه الجبهة وخصوصا مسانديها الخارجين٬ وفي المقام الأول الحكومة الجزائرية” داعية إلى إيجاد حل سلمي٬ من أجل التمكن من إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي الكبير٬ ومعربة عن أسفها لكون “قضية الصحراء تعمل على تأخير تطور اتحاد المغرب العربي٬ وبالتالي إفريقيا”.
وأبرزت المجلة الشهرية٬ في عددها لشهر ماي 2013 (طبعة خاصة)٬ أن قضية الصحراء تسبب٬ في الواقع٬ خسارة كبيرة لجميع الأطراف٬ وتؤخر التنمية الاقتصادية في اتحاد المغرب العربي٬ وبالتالي في إفريقيا.
وأوضحت أنه ” إذا تمسكنا بالخريطة التي نشرت في عام 1888 في لندن من قبل إدوارد أرنولد٬ والذي يرسم خريطة المملكة وحدودها٬ فإن “أي قاض نزيه لا يمكنه سوى أن يعطي للمغرب الحق في قضية الصحراء”.
من جهته٬ قال رئيس ومؤسس رابطة الطلاب المغاربة في فرنسا أحمد لحلو أن المغرب أثبت منذ فترة طويلة استعداده للمضي قدما٬ وما فتئ يظهر حسن نيته في البحث عن حل٬ مشيرا إلى أنها مستعدة دائما للتعاون مع الهيئات الدولية على أساس مخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.
وأبرز أن النزاع هو مصدر لعدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة٬ ويشجع على تنامي الإرهاب ويزيد من خطر ظهور حركات انفصالية تهدد وحدة الدول المجاورة. وقال صاحب المقال إنه مع الاستشهاد بالتطورات الأخيرة والوضع الصعب في مالي٬ فإن المغرب يؤكد أنه “على الرغم من اللامبالاة وسوء نية منتقديه٬ فإنه لا يزال على طريق المفاوضات ويعزز موقعه كدولة القانون من أجل تهدئة هذا المناخ السيء”.
ويحتوي هذا العدد من مجلة ” أوم دافريك” على مقالات ومقابلات لشخصيات إفريقية بارزة٬ حول مختلف القضايا الحاسمة بالنسبة لنصف القرن المقبل للقارة الإفريقية٬ وفي المقام الأول للإندماج القاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق