بادل عثمان
إن كل متتبع لمسار قضية الصحراء المغربية وعمل دبلوماسيتنا الرسمية يخرج بنتيجة مفادها أن المغرب كان في وضعية المهاجم في سنة 1975 ، لكنه ومنذ ذلك التاريخ تحول إلى حالة دفاع مزمنة جعلته عرضة الهجمات المتتالية لدعاة الانفصال وداعميهم .
وقد شكل مقترح الحكم الذاتي فرصة للعودة إلى المبادرة والفعل ، لكن الجانب المغربي أهدرها نظرا لارتكابه أخطاء موضوعية وأسباب تكتيكية نلخصها كما يلي :
ـ اعتماد المغرب بشكل أساسي على الدبلوماسية الرسمية النظامية في جميع المحافل الدولية ، رغم أنه يعلم أن الدبلوماسيين بصفة عامة أشخاص مبغوضون وفرص حصولهم على التعاطف شبه منعدمة
ـ انضباط الدبلوماسيين المغاربة إلى التراتبية في جميع قراراتهم ما يفقدهم القدرة على إبداع مبادرات قادرة على إرباك الخصوم وكبح تحركاتهم
ـ اعتماد الدبلوماسية المغربية على مبادئ كلاسيكية ، ما يجعلها عديمة الفائدة وأكثر انكشافا أمام دبلوماسية العصابات التي ينهجها البوليزاريو
ـ الاعتماد على دبلوماسيين موظفين ، يلتزمون بأوقات العمل الرسمية والعطل والأعياد ..... ، خلافا لعصابات ''المناضلين '' الذين يعتبرون رأس حربة الدبلوماسية الانفصالية في السنوات الأخيرة .
ـ تكرار خطاب متحجر عن الشرعية التاريخية وعن القضية العادلة ، وهو ما كان ليكون كافيا لو أنه اعتمد مقاربة عاطفية قادرة على التأثير في ناشئة لم تعش مرحلة المسيرة الخضراء ، خصوصا إذا ما تم التركيز على المآسي والآلام التي خلفتها عصابات البوليزاريو داخل القبائل الصحراوية ، وأعمال القتل والاختطاف التي قامت بها عصابات البوليزاريو أثناء حربها ضد الجيش المغربي
ـ اعتماد المغرب بشكل حصري على البعثات الدبلوماسية مع ما تعانيه هذه التمثيليات من نقص في الموارد المادية والبشرية ، ما يجعل عصابات الطلبة الإنفصاليين تصول وتجول في ظل تغييب متعمد للجالية المغربية بالخارج
إن ما ينقص المغرب فعلا للدفاع عن قضيته العادلة ، هو محام ماهر قادر على سد جميع الثغرات والتركيز على نقط القوة ، وقبل هذا وذاك محام لا ينام متواجد في كل مكان وزمان ، محام لا تغيب عنه الشمس .إنه الشعب المغربي العظيم ، الشعب المتواجد في أبعد قمة في جبال الهملايا ، وفي أكثر المناطق برودة في سطح الأرض في المحيط المتجمد الشمالي ، إنه المغربي الأمريكي ، والمغربي الصيني إنه المغربي بكسكسه وجلبابه ، ببدلته وقميصه الرياضي ، إنه كل مغربي إذا أعطيته فرصة للدفاع عن صحرائه الحبيبة
هذا هو المحامي الوحيد القادر على هزم دبلوماسية العصابات التي ينتهجها الإنفصاليون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق