المغرب والمغاربة, ثقة زائدة منا كنا ننظر للجميع على أنهم أصدقاء أبديون ومساندون رسميون, لكننا اكتشفنا أننا مغبونون ومستغفلون.
الحكمة تقتضي أن لا يعرف الأعداء أعدائي, وإن حاول عدو فضح عداوته لي فمن الحكمة أن أداريه لحين يكون محايدا لا عدوا, وإن أصر على العداوة فوجب أن لا يعلم إلا القليل بذلك.
من اشتهر أعداؤه سهل كسره, لان الذي يصرخ ويستصرخ على كل عداوة يتلقاها يوشك أن يتحالف عليه جميع الأعداء وهو من ساهم في توحيدهم بأن عرف بعضهم على بعض.
وجب أن يفهم المغاربة هذا, وأن يدركوا أن من يصفعني أمام الملا في وقت لم أتوقع منه ذلك, وجب علي الحذر منه أشد الحذر.
أتعامل وأداري لكن في نفس الوقت أسجل احترازي بيني وبين نفسي. أمريكا أعلنت الحرب بمؤسساتها ومنها مؤسسة كنيدي التي تجتهد في تشويه الحقائق والمشاركة في صناعة الوهم والكذب وتلفيق التهم ضد المغرب.
بعض أفراد القوات الأممية لهم خلفيات تتعارض مع السياسة العامة للمغرب, ومؤكد أنهم مجندون من دول أخرى بعيدة لخدمة مصالحها والتجسس لصالحها وتنفيذ أجندتها.
أمريكا غير راضية على حكومة الإسلاميين في المغرب, وتسعى لإسقاطها كما فعلت في مصر, حاولت وناقشت سريا وسربت وفعلت الكثير من أجل الضغط لإسقاط الحكومة الحالية.
حكمة السياسيين ورجال الدولة عامة في المغرب وعلى رأسهم الملك طبعا, وحفاظا على استقرار الوطن وعدم كسر يقين الشعب المغربي في ملكه العادل والدستور المصوت عليه, تقتضي احتمال الضغوطات الأمريكية والفرنسية والإبقاء على الحكومة وقتا إضافيا قد يطول أو قد يقصر حسب درجة احتمال الضغوط.
نقطة الضعف المغربية هي الصحراء وما يتعلق بها, لذلك لجأت الإدارة الأمريكية للضغط على المغرب وعلانية.
وهي لم تقصد استخراج قرار أممي في الحين, بل هدفها الأولي هو توتير المنطقة وتشجيع الصحراويين على التظاهر والمواجهة حتى, وتسجيل الوقائع وإعداد ملف كامل شامل لخروقات حقوق الإنسان في الصحراء.
قناعتي هي أن أمريكا تلقت بلا شك تمويلا من أعداء المغرب الاستراتيجيين البعيدين والقريبين, وتصرفت بمنطق المأجور لا بمنطق المقتنع.
أمريكا ودول الغرب عامة, وهي التي أعلنت الحرب في الصحراء الكبرى, لا يمكنها أبدا في الظرفية الحالية أن تساند عصبية فتية في منطقة إستراتيجية وتمكنها من حكم أي جزء ولو بسيط.
لذلك فأمريكا والغرب عامة يناور ويضغط على المغرب والمغاربة بطريقة عكسية لحين موافقة المغرب على الفتك برعاياه في تندوف ونواحيها.
الرئيس الجزائري بوتفليقة وهو كان الباب المغلق للجزائر, أيامه يحسبها الغرب ويتوقع رحيله في أي يوم, لذلك يعدون العدة لما بعد بوتفليقة.
الغرب وأتباعه من المجوس الشيعة, سيشعلون نار فتنة بين الجزائريين والصحراويين في تندوف, نار أرى شرارتها توشك أن تنطلق, يدبرها الغرب ومخابراته, ولكي تكون الشرارة كافية أعطى الغرب للصحراويين عربون الثقة بما قدم لهم من وهم.
الشباب الصحراوي في اغلب المدن المغربية سيتحرك تحركات عنيفة وخطيرة وقوية, لم تقع من قبل ولم يعهدها المغرب.
تحركات ستؤثر على صانعي القرار وتفرض عليهم التخلي والموافقة السرية حتى على التخلص من كل مسلح في الصحراء الكبرى ونواحيها.
الغرب مدرك أن المغرب والجزائر في أمان تام ما بقي مسلحوا الصحراء الكبرى أقوياء, فهم حماة ظهر المغرب والجزائر, ولن يتجرأ عدو على الاقتراب من الدولتين قبل أن يفتك بالمسلحين في الصحراء الكبرى.
لكن حال يقضى على حاملي السلاح في الصحراء الكبرى سينكشف ظهر المغرب والجزائر وسيكون اقتحامهما أمرا جد سهل.
صحيح أن الشباب الصحراوي لم ولن يفهم الأبعاد التي أشرت إليها أعلاه, لكن من لم تكفه الساعات للفهم سيحتاج الشهور وربما السنوات ليفهم.
المغرب الكبير في المحك, وبقاء السلاح في الصحراء الكبرى حماية للمغرب والجزائر, وانهيار الجزائر سيجعل المغرب في وضع لا يحسد عليه, سيكون عليه حماية حدود بآلاف الكلمترات برا وبحرا ومن جميع الجهات ولن يستطيع ولو أحاط المغاربة كلهم بالحدود ما استطاعوا حماتها.
عندها ستستباح بلادنا ورغما عنا ولن نملك إلا المداراة لحين يستحكم فينا الأعداء وكما يشاؤون.
المغفور له الحسن الثاني طيب الله تراه قال: من أراد أن يفهم الحاضر ويتنبأ بالمستقبل وجب عليه أن يعرف التاريخ. لذا من لم يفهم التاريخ جيدا لن يفهم ما نهمس به.
شباب الصحراء إننا جميعا مسلمون ومهما نتنافس ونتدافع فليكن هدفنا الرقي بالوطن والنهوض به ووحدته, لا تمزيقه. وجب أن لا تكون همتكم أقل من همة المجاهدين في الصحراء والذين ينظرون إلى ما وراء البحار.
نحن جميعا مغاربة ومسلمون ولا تنسوا التاريخ فالطوارق مغاربة والموريتانيون مغاربة والجزائريون مغاربة والليبيون مغاربة والتونسيون مغاربة, يجمعنا المغرب الكبير ورغما عنا.
صحيح أصبحت الموضا السياسية التي يراد لنا التشبث بها هي موضة الفرقة والتجزئة, لكن يوما ما سيندم الجميع وسنعلم جميعا أن الكفار من يقتلون إخوتنا في مالي اليوم بالسموم والكيماوي, لن يرحمونا يوم ينتهون من إخوتنا.
ومن سره الفتك بأخيه المسلم وحسب أن الدور لن يأتي عليه يوما فهو إما غافل أو مستغفل.
ذ. عبد الله بوفيم- مدير صحيفة الوحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق