لا يمكن بأي حال من الأحوال التصديق بأن تحرك الولايات المتحدة في مجلس الأمن كان مفاجأ للمغرب ، فالدبلوماسية المغربية حاولت تقويم الإختلالات بخطوة استباقية من خلال سحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الذي يمكن اعتباره رأس حربة في هذا المشروع الأمريكي المستتر خلف عباءة أممية ، فالمتتبع لمنهجية كريستوفر روس في مقاربة هذا الملف لا يمكن أن يغفل حقيقة أن هذا الوسيط وكغيره من الدبلوماسيين الأمريكيين الذين اشتغلوا على قضية الصحراء المغربية حاول أكثر من مرة و بكل الطرق تركيع المغرب لإرغامه على الجلوس إلى طاولة المفاوضات المباشرة مع جبهة البوليزاريو ، في إنتظار نضوج الظروف الأمنية والحقوقية التي تسمح بتحقيق الحلم الجزائري بالنفاذ إلى المحيط الأطلسي عن طريق فرض حل دولي على مقاس الولايات المتحدة الأمريكية لا يرتقي إلى مستوى خلق دولة جديدة في شمال إفريقيا ، لكنه يخلق إقليما مارقا عن السيادة المغربية .
بادل عثمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق